يعد نادي روما من أعرق الأندية الإيطالية، ويحظى بشهرة واسعة على مستوى العالم، تم تأسيسه سنة 1927 بعد اندماج ثلاث أندية في روما، حيث كان يطمح إيطالو فوتشي إلى تكوين ناد موحد يمثل العاصمة، لمواجهة الأندية العملاقة المتواجدة في الدوري الإيطالي بذلك الوقت في شمال البلاد، وتمكن النادي في ظرف وجيز من حصد العديد من الألقاب عن جدارة واستحقاق، مكنته من تدوين إسم روما على صفحات التاريخ الخالدة، وقد اختار النادي الإيطالي شعار الفريق بعناية فائقة، حيث يعكس تاريخه وإنجازاته منذ تأسيسه، كما يرمز لتاريخ مدينة روما التي ينتمي إليها، إلا أن ما يثير فضول العامة وعشاق الفريق خاصة، هو الشكل الغريب المميز لشعار النادي، والمتكون من أنثى ذئب تقوم بإرضاع طفلين صغيرين، ولهذا السبب يطلق لقب الذئاب على نادي روما الإيطالي.
في هذا الفيديو سنقوم بتوضيح السر وراء اختيار هذا الشعار الغريب، كما سنسلط الضوء على على القصة الكاملة حول دلالاته.
يختزل شعار نادي روما قصة رومانية قديمة، عن شخصية بارزة تدعى رومولوس مؤسس مدينة روما، وشقيقه التوأم ريموس، والذئبة التي سهرت على إرضاعهما حسب ما روت الأسطورة، التي تعود جذورها إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، وتحكي أن كاهنة معبد الإله فيستا حسب المعتقدات الرومانية القديمة، المسمات ريا سليفيا، وابنة أحد زعماء أتروريا وحفيدة إينيس، خرجت في نزهة قصيرة إلى بستان الإله مارس، فنال منها التعب فقررت أن تستريح لبرهة، وبينما هي مستلقية على ضفة نهر التيبر الذي أنشأت عليه مدينة روما فيما بعد، غلبها النعاس فنامت، في هذه الأثناء ظهر الإله مارس في هيئة بشرية وقام باغتصابها، ونتيجة لذلك أنجبت طفلين توأمين، أطلق عليهما إسم رومولوس وريموس، وبعد علم والدها بما حدث، قام بالتخلص منها وقتلها، وأمر بمنح الطفلين لخالهما الذي توجه بهما نحو نهر ليموتا، وقام برميهما فيه.
بعد أن جرفهما النهر بعيدا، أنقذتهما أنثى ذئب عرفت فيما بعد بإسم لوبا كابيتولينا، حملتهما إلى كهف في هضبة تدعى بالاتينا، قامت بإرضاعهما حتى كبرا قليلا واشتد عودهما، فيما بعد، عثر عليهما راع يدعى فاوستولوس الذي لم يرزق بأبناء، فتكلف هو وزوجته بتربيتهما زرعايتهما كابنين لهما.
عندما شب الطفلان، عرفا حقيقة نسبهما، وعادا أدرجهما إلى مسقط رأسهما بحثا عن خالهما، فلما ظفرا به قتلوه انتقاما منه لصنيعه بهما، بعدها قررا تأسيس مدينة، لكن خلافا نسب بين الشقيقين حول موضع تشييد المدينة، ولحل الخلاف، اتفق التوأمين على أن يُؤخذ برأي من يرى منهما عددًا أكبر من النسور الطائرة. فزعم رومولوس أنه رأى 12 نسرًا، فكانت تلك علامة له من الآلهة على أن اختياره هو الصواب. وظن ريموس، الذي رأى ستة نسور فقط، أن أخاه غشَّه. وبعد أن بدأ رومولوس في بناء سور حول الموقع الذي اختاره، جاء ريموس ووثب من فوق الخندق الذي كان سيحمل أساس السور، وأثناء تخطيه للخندق سخر من أخيه رومولوس. وبسبب هذا التصرف قُتل ريموس على يد أخيه رومولوس، وبعد انتهائه من بناء المدينة، أطلق عليها إسم روما نسبة إلى إسمه وقد قيل أنه حكمها زهاء أربعين سنة وسع فيها الحدود وضم إليها المزيد من الأراضي الزراعية والحقول، وطبقًا لأسطورة لاحقة، أصبح رومولوس هو إله الحرب عند الرومان.
تعد هذه الحكاية من أشهر أساطير بناء مدينة روما الساحرة، لذلك تم تخليد تاريخها في شعار المدينة وشعار نادي روما الإيطالي، الذي يعد من أبرز الفرق العالمية، كما انتشرت منحوتة الذئبة في جميع أقطار العالم مخلدة اسمها في صفحات التاريخ بفعلها النبيل، كما شكلت قصتها موضوعا دسما ومثيرة للفنانين الرومان، حيث نحتوا تماثيل عديدة تُصور الطفلين مع الذئبة الأم التي رعتهما.
أرجو أن تنال القصة إعجابكم
الاستماع للقصة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق