فطنة وذكاء شيخ الفقهاء أبو حنيفة النعمان

http://www.hikayalak.tk/




أبو حنيفة النعمان، من مواليد الكوفة بالعراق، فقيه وعالم مسلم وأول الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة،وصاحب المذهب الحنفي في الفقه الإسلامي، اشتهر بعلمه الغزير وأخلاقه الفاضلة.



في هذا الفيديو، سنعرض قصة تلخص مدى ذكائه الحاد وفطنته الهائلة.



نعود بكم إلى زمن الخلافة الأموية، لما اجتاحت فرق الخوارج الكوفة وأسروا أبا حنيفة النعمان رحمه الله، فقالوا له مخاطبا: ألا تبث يا شيخ من الكفر؟!



فأجاب: أنا تائب إلى الله من كل كفر



بعدها اخلو سبيله، فلما ولى عنهم قال أحد زعمائهم، إنه تايب من الكفر، وإنما يعني بذلك ما أنتم عليه، فقاموا باسترجاعه فقال كبيرهم: يا شيخ، إنما تبث من الكفر وتعني به ما نحن عليه، أليس كذلك؟



فأجاب أبو حنيفة النعمان: أبظن تقول هذا أم بعلم



فقال: بل بظن



أجاب أبوحنيفة: إن الله يقول في محكم كتابه: 'يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن، إن بعض الظن إثم' وهذه خطيئة منك، وكل خطيئة عندك كفر، فهلا تبث أنت أولا.



قال كبيرهم: صدقت يا شيخ، أنا تائب من الكفر.



ويحكى كذلك أن الخوارج قدموا إليه ذات يوم، لما علموا أنه لا يكفر أحدا من أهل الإسلام بذنب، فقالوا: يا شيخ، هاتان جنازتان على باب المسجد، إحداهما لرجل شرب الخمر حتى أهلكته، ومات على هذه الحالة غرقا باحتسائها، والأخرى تعود لامرأة زنت، حتى إذا أيقنت بحملها انتحرت بقتل نفسها.



قال لهم أبو حنيفة النعمان: من أي الملل كانا؟ أمن اليهود؟



أجابوا: لا



قال أبو حنيفة: أمن النصارى؟



أجابوا: لا



سأل أبو حنيفة مجددا: أمن المجوس؟



أجابوا: لا



قال أبو حنيفة: من أي الملل كانا إذن؟



أجابوا: من الملة التي تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله



فقال أبو حنيفة النعمان: فأخبروني عن الشهادة كم هي من الإيمان؟ أثلث أم ربع أم خمس؟



أجابوا: إن الإيمان لا يكون ثلثا ولا ربعا ولا خمسا



قال أبو حنيفة: فكم هي من الإيمان إذن؟



أجابوا: بل هي الإيمان كله



قال أبو حنيفة: فمت سؤالكم إياي عن قوم زعمتم وأقررتم أنهما كانا مؤمنيين؟



أجابوا: دعنا عنك يا شيخ، وأخبرنا أمن أهل الجنة هما أم من أهل النار؟



قال أبو حنيفة: أراكم قد أبيتم، فإني أقول فيهما، ما قاله خليل الله ابراهيم في قوم كانوا أعظم جرما منهما، 'رب إنهن أظللن كثيرا من الناس، فمن تبعني فإنه مني، ومن عصاني فإنك غفور رحيم.



وأقول فيهما ما قاله نبي الله عيسى في قوم كانوا أعظم جرما منهما، 'إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم.



وأقول فيهما ما قاله نبي الله نوح عليه السلام: 'قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون، قال وما علمي بما كانوا يعملون، إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون.



وأقول فيهما كما قال نبي الله نوح عليه السلام كذلك، 'ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك، ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيكم الله خيرا، الله أعلم بما في أنفسهم، إني إذن لمن الظالمين.




بعد هذا الخطاب، بهت القوم من جواب الشيخ الفاضل رحمه الله وألقوا أسلحتهم، وقالوا تبرأنا من كل دين، وندين لله بدينك، فقد آتاك الله فضلا وحكمة وعلما.



هذه الحكاية، ماهي إلا مقتبس من سيرة أبو حنيفة النعمان، والتي تبرز مدى حكمته وذكائه وحسن إجابته، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.




أرجو أن تنال القصة إعجابكم



الاستماع للقصة







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق