أولغا هي أميرة كييف الروسية، أسند إليها الحكم سنة 945 ميلادية بعد اغتيال زوجها، وكوصية على ابنها الحاكم الشرعي البالغ من العمر ثلاث سنوات.
لم تشر كتب التاريخ إلى تفاصيل حياتها لشح المعلومات حول سيرتها، كما لم يعرف تاريخ ميلادها، بل فقط بعض المصادر أشارت إلى انحدارها من عائلة بلغارية، في حين أن إسمها يدل على أصول إسكندنافية.
يعد انتقام الأميرة أولغا من الأكثر قسوة وبشاعة في صفحات التاريخ البشري، وتعود أحداثه إلى إحدى ليالي القرن العاشر ميلادي، حين تزوجت الفتاة أولغا من أمير كييف الروسية المسمى إيغور بن روريك، لسوء الحظ فإن سعادتهما لم تدم طويلا، ففي سنة 945 ميلادية تم اغتيال زوجها الأمير إيغور على يد قبيلة تسكن شرق أوروبا وتدعى الدريفاليان، بعد زيارته لها قصد جمع الجزية التي تقدمها قبائل الشرق الأوروبي للأمير، تولت أولغا زمام السلطة بعد مقتل زوجها، لكون ابنها سفياتوسلاف الأمير الشرعي مازال صغيرا على تقلد منصب المسؤولية لحداثة سنه، وكان عمره أنذاك ثلاث سنوات، لذا انحصر الحكم الفعلي لكييف في يد أولغا.
حينها قامت قبيلة الدريفاليان بإرسال أفضل رجالها ووجهائها كي يتم إقناع الأميرة أولغا بالزواج من زعيمهم مال الذي كان يطمح إلى حكم كييف والسيطرة على عرشها، وليس هياما بجمالها أو حبا في شخصها.
قامت أولغا بدفن هؤلاء الرجال أحياءً في فناء قصرها، تم أمرت بإيفاد رسول إلى أمير قبيلة الدريفاليان يخبره أنها قبلت بالزواج منه، وتريد مجموعة من أفضل فرسانه ليتجولوا بين شعبها تمهيدا لعقد قرانها.
لما وصل الفرسان إلى كييف تم استقبالهم بحفاوة وأحسنت الأميرة أولغا إكرامهم، بعدها قامت بحبسهم في قلعتها وأنهت حياتهم حرقا وهم أحياء.
في هذا الوقت كانت أولغا مصممة على إقامة عزاء مهيب لزوجها إيغور قبل زواجها من الأمير الجديد، فأرسلت في دعوة الكثير من سكان قبيلة الدريفاليان.
فبعد وصولهم، قام جنودها بذبح ما لا يقل عن 5000 شخصا ممن شاركوا في حفل العزاء، تم جهزت فرسانها لغزو القبيلة عن أكملها لتقضي على من تبقى منهم.
أثناء حصارها للقبيلة، توسلها السكان لتتركهم أحياء بعد أن أبدو ندمهم الشديد على اغتيال زوجها، وكان ذلك مقابل كل إنتاجهم من العسل وغيره مما تنتجه القبيلة، لكن الأميرة أولغا كان لها رأي آخر، لذا طلبت منهم أن يمنحوها ثلاث حمامات وثلاثة عصافير من كل بيت يوجد في القبيلة كي توقف الحصار وتغادر، وافق المزارعون على طلبها رغم كونه غريبا.
بعد تسلمها للطيور، أقفلت عائدةً إلى كييف كما ظن أهل القبيلة، فلما حل الظلام، قام جنودها بربط قطعة قماش مشتعلة ومغطاة بمادة الكبريت، مربوطة بخيط طويل بعض الشيء في أقدام الطيور وتركوهم يعودون إلى أعشاشهم في منازل المزارعين لتحرق القبيلة عن آخرها، كما أمرت بالقبض على الفارين من لهيب النيران، فكان منهم من قتل بأبشع الطرق وكان منهم من تم أسره ليصبح من العبيد.
بهذا الحدث قضت أولغا على قبيلة بأكملها انتقاما لروح زوجها المغتال، وهكذا دونه التاريخ في صفحاته كأكثر انتقام قسوة وبشاعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق