الفتاة النائمة لمدة 32 عاما، حالة غريبة حيرت المجتمع العلمي



جولة قصيرة في أحضان الطبيعة ينتهي بسقوط في نهر متجمد، بعدها بأسابيع قليلة تدخل فتاة في سبات عميق قرابة 32 عاما في حالة غريبة لم يتم تشخيصها إلى يومنا هذا قصة كارولينا أولسن الفتاة النائمة —— الفتاة النائمة لمدة 32 عاما، حالة غريبة حيرت المجتمع العلمي مرحبا بكم أعزائي المشاهدين، في هذا الفيديو سأعرض عليكم إحدى الوقائع الحقيقية، الموثقة في السجلات الطبية والحكومية في بلد السويد، تعد هذه القصة غريبة من نوعها، وحتى حيثيات حدوثها تدعو للحيرة والدهشة، صنفت ضمن الظواهر الغامضة، لكن في بعض الأحيان تكون الحقائق أغرب من الخيال، فلنبدأ: تعود أحداث قصتنا إلى بلدة صغيرة تدعى أوكنو في الجنوب الشرقي للسويد، والتي اشتهرت بعزلتها بحكم تواجدها في منطقة نائية، هنا تحديدا ولدت بطلة قصتنا كارولينا أولسن في 29 من أكتوبر سنة 1861. 

كانت فتاة جميلة تملأها الحيوية والنشاط، في 18 من فبراير عام 1876 بلغت سن 14، وتحديدا في هذا اليوم خرجت كارولينا أولسن في نزهة قصيرة لقضاء وقت ممتع في أحضان الطبيعة الخلابة التي تتميز بها البلدة النائية، وخاصة في حلتها البيضاء التي تكتسيها كل عام بعد تساقط الثلوج. أثناء عبور الفتاة الصغيرة للجليد فوق نهر متجمد، فقدت توازنها وسقطت، انكسر سطح الجليد واصطدم رأسها بأحد أحجار النهر المتجمد، كادت أن تغرق لكن تم سحبها إلى بر الأمان في اللحظات الأخيرة، أصيبت بجرح طفيف سرعان ما تعافت منه بعد مرور بضعة أيام. 

بعد أسبوع بدأت الفتاة تشكو من ألم شديد في ضرسها، استمر ألمها لعدة أيام، بدت حالتها مقلقة مما أثار مخاوف عائلتها لدرجة اعتقادهم أن الألم ناجم عن أعمال السحر والشعوذة، حيث كان هذا الاعتقاد سائدا في البلدة الصغيرة، فالخرافات والايمان بالسحر كان متفشيا بدرجة لا توصف وأن أي ضرر أو سوء يصيب المرء ناجم من هذه الأمور. 

بتاريخ 22 من فبراير، أوت الفتاة كارولينا أولسن إلى فراشها من شدة الألم، استلقت فوق سريرها فغلبها النعاس فنامت بعمق شديد لفترة طويلة، أطول من المعتاد، ساور القلق عائلتها وتملكهم الخوف من أن يؤثر ألم ضرسها على صحتها، فتوجهوا صوب غرفتها قصد إيقادها، لكنها لم تستفق، مرت بضع ساعات حاولت عائلتها إيقادها من جديد لكن دون جدوى، استمر الوضع كما هو لعدة أيام وكارولينا على نفس الحال، لا تستيقظ مع أنها على قيد الحياة وقادرة على التنفس بشكل طبيعي، استخدمت عائلتها بعض الدبابيس لوخزها في قدميها لعلها تستفيق، لكن الفتاة ظلت في سبات عميق. 

في تلك الفترة كانت والدتها تلازمها كل الوقت ولا تكاد تفارقها، ومن فرط خوفها على ابنتها كانت تسقيها الحليب والماء المحلى بالعسل رغم كونها نائمة وبالكاد تفتح فمها. كانت عائلة كارولينا فقيرة، فأبوها كان يزاول الصيد، وغير قادر على تحمل نفقات جلب طبيب لمعاينة ابنته، فبدلا من ذلك كانت الأسرة معتمدة فقط على نصائح الجيران وأهل البلدة. 

كل الجهود المبذولة لم تفلح، فبعد أسبوعين تقريبا، اجتمع الجيران فيما بينهم على احضار طبيب ودفع نفقاته، وفعلا تم استدعائه، واستمر في زيارة الفتاة قرابة السنة لكن جهوده لم تفلح، لذلك قرر مراسلة رئيس تحرير المجلة الطبية الرائدة في الدول الاسكندنافية أنذاك، ملتمسا منه تقديم يد المساعدة من طرف الأطباء من أجل تشخيص حالة الفتاة وإيجاد علاج لعلتها. بعد المراسلة، زار عدد من الأطباء الفتاة كارولينا، فلاحظوا أن شعرها وأظافرها قد توقفت عن النمو رغم مرور الوقت. في نهاية المطاف، لم يهتد الأطباء لتشخيص مرضها وبائت كل جهودهم لإيقاظها بالفشل، صرحت عائلتها بأنها في بعض الأحيان تقوم وتجلس متمتمة بكلمات غير مفهومة، تم تعود إلى نومها مجددا. شخص أحد الأطباء أن حالتها لا تخلو أن تكون نوعا من الهيستيريا، فتم نقل الفتاة إلى مصحة للأمراض العقلية، حيت استخدمت الصواعق الكهربائية وبعض المنبهات الحيوية من أجل إيقاظها، لكنها لم تفلح. 

وبعد شهر، تم إخراجها من المصحة دون أي تحسن يذكر، وتم الإشارة في تقريرها الطبي أنها تعاني من الخرف الشللي على الرغم من عدم ظهور أعراضه على الفتاة. وأخيرا يئس الأطباء من حالك كارولينا أولسن واعتبروا أنها تعاني من مرض غامض لم يتم التعرف عليه، كل هذه المدة كانت والدتها ملازمة لها تعطيها كوبين من الحليب والماء المحلى بالعسل بشكل يومي، إلى أن توفيت والدتها سنة 1904. 

بعد وفاة والدتها، تطوعت سيدة من نساء البلدة وقررت الاعتناء الفتاة. في سنة 1907 توفي شقيقها، الغريب في الأمر أن كارولينا كانت مدركة تماما لما يدور حولها، فبعد هذه الوفيات كانت تدخل في نوبات من البكاء، اشتدت عند رحيل أمها كما بكت بفقدان شقيقها، لكن حالها لم يتغير ولم تستيقظ قط. 

بعد مرور سنوات على سباتها العميق، استيقظت أخيرا كارولينا أولسن سنة 1908 أي بعد مرور 32 عاما، منذ سنة 1876. كانت شاحبة اللون ونحيفة بعد استيقاظها، وتجد صعوبة في التحدث، كما أظهرت حساسية مفرطة تجاه الضوء، انتشر خبرها في كل أرجاء البلدة كالنار في الهشيم، فتجمع الأهالي حول بيتها، كما أتى مراسلوا الصحف من أنحاء أوروبا، إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية إلى بلدة أوكنو لاجراء سبق صحفي، وهكذا ذاع صيت قصتها في أنحاء العالم. تم أخذ الفتاة لإجراء اختبار للأمراض العقلية والنفسية في ستوكهولم، كانت النتائج مبهرة، وأكدت أن الفتاة لا تعاني من أي مرض نفسي أو عقلي، وكانت بصحة ذهنية وجسدية جيدة. عندما استيقظت كانت بعمر 46 عاما، لكنها بدت كفتاة في عقدها الثاني، وكأن الزمن قد مر عليها بشكل أبطأ خلال فترة نومها الطويل.

 بعد مدة من استيقاظها قررت الرحيل عن البلدة مع أسرتها، لشعورها بعدم الارتياح لكثرة الوافدين على منزلها لمعرفة قصتها، لذا توارت عن الأنظار لما تبقى من حياتها. في الواقع العديد من الأطباء لم يصدقوا قصة كارولينا أولسن، وأكدوا بأنها ربما كانت متفقة مع والدتها للفت الانتباه، وعلى الأرجح تم اختلاق هذه القصة، كما أكدوا أنها ربما عانت من مرض نفسي فتظاهرت بالنوم كل هذه الفترة، ووضحوا كذلك أنه من الناحية العلمية، لا يمكن لأي أحد أن يظل على قيد الحياة طيلة هذه المدة الطويلة بشرب الحليب والماء المحلى بالعسل. لكن ما ينقض إدعاء الأطباء هو تصريحات السيدة التي تكلفت برعايتها بعد وفاة والدتها، إذ أقسمت أنها وطيلة 4 سنوات لم تر كارولينا مستيقظة أو تتكلم، باستثناء نوبات البكاء الغامضة لحظة وفاة والدتها وشقيقها. 

في سنة 1912 زار البروفيسور والطبيب النفسي هارالد فرودستون الفتاة كارولينا أولسن، ونشر تحليلات عن حالتها وتقريرا مفصلا تحت عنوان: "نائمة أوكنو 32 عاما من الخوف". أكد البروفيسور في هذا التحقيق أن كارولينا كانت تعاني من حالة نادرة، جعلها تدخل في سبات عميق لما يقارب 32 عاما، كما أكد أن هذه الحالة الغامضة جعلتها متفاعلة مع الحزن والغضب أثناء فترة نومها ولم يكن في الأمر أي خدعة أو تصنع. بعد كل هذا، عاشت كارولينا أولسن حياة عادية ومديدة، إلى أن توفيت في أبريل من سنة 1950 عن عمر يناهز 88 عاما. 

وإلى يومنا هذا، تظل حالة كارولينا أولسن غير مشخصة علميا على وجه الدقة، ولم يعرف إلى حد كتابة هذه الأسطر السبب الذي جعل الفتاة نائمة لأزيد من 32 سنة، على الرغم من كل الجهود المبذولة لايقاظها وحتي باستعمال الصعقات الكهربائية. وبينا هذا وذاك تبقى حالة كارولينا بحق أعجوبة طبية، ويعتقد أنها أطول فترة نوم إنسان على وجه الأرض.

أرجو أن تنال القصة إعجابكم


الاستماع للقصة






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق