لم يكد العالم يصحو من إدمان لعبة البوكيمون غو الشهيرة، حتى ظهرت
لعبة جديدة من إنتاج روسي، تدعى تحدي الحوت الأزرق أو لعبة الحوت الأزرق، فهي
متواجدة على الأنترنيت ومتاحة في معظم البلدان، لكن الخطير في الأمر، أنها تدفع
بمدمنيها نحو الهلاك، وتعتمد في استخدام أساليب ونظريات نفسية متعددة تضمن التأثير
بالإيحاء الذي يدفع بالشخص للتتبع اللاإرادي لأفكار الغير كيفما كانت،
وتعتمد كذلك على نظرية تأثير الأغلبية والتي تفيد ميل النفس إلى مشاركة الأغلبية
لنفس الرأي رغم كونه خاطئا في بعض الأحيان، وترتكز كذلك على نظرية الطاعة للسلطة
والتي تجعل الشخص ميالا للخضوع للأموامر الصادرة بحكم السلطة التي يمثلها الموجه
في هذه اللعبة القاتلة.
كل هذه الطرق الخبيثة غالبا ما تدفع مدمنيها إلى نهاية سوداء، وهي
الإقدام على الانتحار خاصة في صفوف الأطفال والمراهقين.
ففي سنة 2013 تمكن الشاب الروسي فيليب بوديكين البالغ من العمر 21 سنة
من إنشاء لعبة أطلق عليها إسم تحدي الحوت الأزرق، وقد ظهرت لأول مرة من خلال
مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي فكونتاكتي vk.com تم انتقلت تباعا كالنار في الهشيم إلى باقي المنصات الاجتماعية
المشهورة كالفيسبوك والانستغرام وغيرها.
وبحلول سنة 2016 عرفت اللعبة استخداما أوسع بحكم سهولة توفرها على الإنترنيت،
وتعتمد اعتمادا كبيرا على جانب من السرية، حيت يقوم فيليب بوديكين مبتكر اللعبة
بتصيد ضحاياه، بعدها يقوم بإضافتهم إلى مجموعات سرية على المنصات الاجتماعية التي
تتيح له إمكانية تجميع معلومات شخصية حول ضحاياه، والتي تساعده فيما بعد في تنفيذ
مخططه الإجرامي، وفي بعض الحالات يعمد إلى ابتزاز ضحاياه عن طريق التصريح بإيذاء المقربين
منه إن لم يمتثلوا للأوامر، والتي هي عبارة عن تحديات مبرمجة عبر مستويات تتدرج
فيها الضحية.
هذه المستويات مكونة من 50 مرحلة يرشدك إليها الموجه الآلي، والذي
يقوم كذلك بتتبعك ومراقبة تنفيذ المراحل.
تبتدأ لعبة تحدي الحوت الأزرق عادة بمرحلة رسم حوت بآلة حادة على
ذراعك، تم يطلب منك إرسال صورة أو فيديو للموجه يدل على إنجازك للمهمة، وتشمل هذه
المراحل على سبيل المثال الاستيقاظ في وقت متأخر من الليل بعيدا عن الأقارب،
مشاهدة أفلام رعب تتضمن مشاهد مقززة كالصراخ والقتل بوحشية ولقطات دامية، والوقوف
على سطح شاهق، والاستماع لموسيقى كئيبة وغيرها.
كل هذه الأمور في علم النفس، تدفع بالضحية نحو فقدان توازن عقله
وتدخله في دوامة من الاكتئاب والانهيار النفسي، وفي الأخير يضع الموجه الآلي
الضحية بين خيارين لا ثالث لهما، إما الانتحار أو أن يعمد إلى قتل والديه أو أحد
المقربين إليه، مأكدا قدرته على ذلك من خلال الإشارة إلى معرفته لعنوان منزل الضحية
وغيرها من المعلومات الشخصية والتي تم تجميعها سابقا عن طريق مواقع التواصل
الاجتماعي.
جلبت الصحافة الانتباه إلى اللعبة بعد تداول مقالة ربطت العديد من
ضحايا الانتحار بلعبة تحدي الحوت الأزرق، وقد خلق ذلك موجة من الذعر الأخلاقي في
أرجاء روسيا.
كشفت الإحصائيات عن وفاة 130 مراهقا في روسيا وحدها، وامتد حصد
الأرواح إلى بريطانيا وعدد من الدول العربية من بينها السعودية والكويت ومصر
والجزائر التي كان لها النصيب الأوفر بمعدل خمس ضحايا.
في نونبر من سنة 2016 تم إلقاء القبض على مبتكر اللعبة فيليب بوديكين
وتمت إدانته بتهمة التحريض على الانتحار، وقد تم الحكم عليه بثلاث سنوات سجنا في
يوليوز من عام 2017 بعد محاكمته في سيبيريا، فيما لا يزال البحث جاريا على مساعديه فيليب
ليس وكيتوف.
وقد ورد على لسان صاحب لعبة الحوت الأزرق أثناء محاكمته ما يلي:
إن ضحايا لعبة تحدي الحوت الأزرق مجرد نفايات بيولوجية، كان يجب تخليص
وتطهير المجتمع منهم، فهم غير مفيدين.
ويجدر بالذكر أن فيليب بوديكين كان طالبا في علم النفس وعانى من بعض
الاضطرابات النفسية، وقد تم طرده من الجامعة بعد ابتكاره للعبة الحوت الأزرق
الانتحارية.
أرجو أن تنال القصة إعجابكم
الاستماع للقصة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق