لطالما أبهرنا العقل البشري بعدة اختراعات مذهلة، يعجز اللسان عن وصفها والتي ساهمت كثيرا في تطور الإنسان وازدهاره، وما نحن عليه اليوم ليس إلا نتاج أفكار تحولت إلى حقيقة، وثمار إبداع تجسد في ابتكارات مذهلة، ولحسن الحظ فمعظمها كان لخدمة البشرية وصلاحها، إلا أن نسبة يسيرة منها خرجت عن المألوف، وارتأى أصحابها أن يوظفوها لأغراض شريرة، تماما كما فعل بطل قصتنا اليوم والتي سنعرضها في هذا الفيديو.
تابعونا.
تميز المجتمع الإغريقي بمجموعة من المفكرين والفلاسفة والنحاتين، وقد اشتهر من بينهم السيد بريلوس في العمل على مادة النحاس، وكان بارعا في هذا المجال حتى ذاع صيته في مختلف أرجاء مدينة أثينا اليونانية في القرن السادس قبل الميلاد، فكان يقصده الناس من كل صوب وحذب من أجل صناعة آنية وتماثيل برونزية.
في أحد الأيام، خطرت على بال بريلوس فكرة شريرة لصناعة جهاز فريد من نوعه ولا مثيل له في بلاد الإغريق والعالم القديم عامة، هذا الجهاز عبارة عن محمصة بشرية من أجل التعذيب والإعدام، فهو عبارة عن تمثال على هيئة ثور ضخم مجوف من الداخل، ومصنوع بالكامل من مادة النحاس، وله باب جانبي يسمح بإدخال المحكوم عليه إلى جوف الثور، تم يغلق الباب بإحكام وتوقد نار هادئة من تحته، لتنطلق حفلة شواء المسجون داخل الثور، فيضل يتقلب ويصرخ مستغيثا على الصفيح الساخن حتى يفارق الحياة.
ومن أجل المتعة والإثارة، وإظفاء مزيد من الرعب ليكتمل المشهد المريع، حرص بريلوس على تزويد الثور النحاسي بأنابيب تعمل على نقل أنين وصراخ المسجون إلى الخارج على شكل خوار.
كما أنشأ زوجا آخر من الأنابيب تعمل على سحب الدخان المنتشر في الداخل وإخراجه عن طريق أنف الثور، وكانت النيران تبقى مشتعلة تحته حتى يتغير لون النحاس إلى الأحمر كالجمر ، في هذه المرحلة يصبح جسم المسجون متفحما ولا يتبقى منه سوى العظام.
قرر بريلوس أن يهدي إختراعه الجديد والمريع إلى طاغية يدعى فلاريس حاكم أكراجاس المعروفة اليوم بجزيرة صقلية، طمعا في الحصول على جائزة مجزية مقابل جهده المبذول في هذا الإبتكار.
أعجب الطاغية فلاريس بهذا الثور البرونزي أيما إعجاب، ولكن على غير المنتظر، أراد الحاكم الطاغية تجربة هذا الجهاز ليرى إن كان عمل بريلوس مطابق للوصف الذي قدمه، فقرر أن تكون الضحية الأولى صاحب الجهاز نفسه أي بريلوس، لم تشفع توسلاته في تغيير رأي الحاكم فلاريس، وهكذا تم الزج به داخل جوف الثور، وتم إيقاد النار من تحته ليدشن بذلك أول حفلة شواء بشرية بواسطة الثور النحاسي، لينطبق عليه المثل القائل "من حفر لأخيه حفرة وقع فيها".
وقد قيل في روايات أخرى بأنه تم إخراجه قبل أن يلفظ أنفاسه وأمر الحاكم بقتله ورمي جتثه من أعلى منحدر.
روت كتب التاريخ أن الثور النحاسي المبتكر ضل قيد الإستعمال كوسيلة للتعذيب لعدة قرون في بلاد الإغريق، وسادت بشكل لافت في عهد الرومان، الذين استعملوه في تعذيب المسيحيين.
أرجو أن تنال القصة إعجابكم
الاستماع للقصة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق