أسطورة وحش تشوباكابرا chupacabra الذي أرعب سكان أمريكا اللاتينية

أسطورة وحش تشوباكابرا chupacabra




هذه الأسطورة تعود أحداثها لسنة 1995، حيث عرفت انتشارا واسعا في القارة الأمريكية اللاتينية وتحديدا في جزيرة تدعى 'بويرطو ريكو' (Puerto Rico)  احدى جزر الكراييبي، إنها قصة غريبة نوعا ما، حيث تروي قصة مخلوق مفترس، يطوف في الأرجاء ليلا، ينقض على الماشية والأبقار ويعمد إلى مص دمائها بدقة تاركا علامات العض على رقابها دون أن ينهش من لحمها شيئا.


المحير في الأمر أن مالكي المواشي يجدون الجتث متيبسة، خالية من الدماء ومحفوظة ليس بها أي أثر تمزيق، فكما يعلم الجميع أن الضواري والحيوانات المفترسة حين تهاجم تقوم بخنق فرائسها وقتلها، وبعدها مباشرة تشرع في نهش لحمها، هذا الأمر جعل الساكنة في حيرة من أمرهم إزاء هذا المخلوق.


بدأ هذا الكائن الغريب يدب الرعب في نفوس سكان البوادي والمزارع، خاصة وأن نشاطه يرتكز على المواشي، كما انتشرت حكايته في كل من الشيلي، البرازيل، المكسيك، الولايات المتحدة الأمريكية وأيضا بويرطو ريكو مهد هذا الوحش المفترس حيث بدأت هجماته.


كانت الهجمات تتم تقريبا في كل ليلة من كل يوم، في بداية الهجمات وجد مالكي المزارع عددا يسيرا من جتث المواشي ما يقارب السبعة أو ثمانية، مع وجود آثار أنياب على رقابها، فيما بعد تبين للساكنة أن الهجوم تم من نفس الوحش، وذلك لتشابه طريقة غرز الأسنان في رقاب الماشية ومص دمائها دون أكل لحمها وتركها حتى تتيبس.


في بلد التشيلي وتحديدا في بلدة كالاما (Calama)، قام المفترس بالهجوم على حيوانات اللاما، وكالمعتاد تم الهجوم ليلا، وككل مرة كاتت هناك آثار بارزة للعض على الرقبة، كانت منطقة العض ظاهرة بشكل دقيق والجثة متيبسة، في هذه الحادثة، أدلى أحد الأشخاص بأنه شاهد المخلوق الغامض، إذ وصفه بأنه على شكل دب صغير أسود اللون، له أنياب بارزة وثلاثة مخالب حادة، كما يمتلك صفا من الأشواك على مقدمة رقبته ممتدة إلى أسفل ظهره، كما أفاد الشاهد بأن وقوفه كان على قدميه كما يقف حيوان الكنغر.


بعد هذا الحادث، كثفت دوريات الأمن جهودها ليلا لمحاولة رصد المفترس الغامض، حيث أكدت التحريات المنجزة فتكه بما يقارب 188 حيوانا في بلدة واحدة، وشملت القائمة المواشي والحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط وضمنت البشر أيضا، أطلق عليه الباحثون لقب وحش تشوباكابرا وذلك لتعمده مص الدماء فقط دون نهش اللحم.


عادت الهجمات لتطفو على السطح من جديد، بعد أن قام وحش تشوباكابرا بالهجوم على بلدة صغيرة تضم مجموعة من المزارع، والتي اشتهرت بتربية المواشي، حيث قام بافتراس عدد يسير من الأغنام، كما أنه انقض على بعض الكلاب المكلفة بالحراسة من نوع شيبرد الألماني، فطالما أثبتت هذه الكلاب كفاءة عالية في حراسة قطعان الماشية والتصدي للذئاب والضواري كيفما كان نوعها، لكن هذه المرة اختلف الوضع تماما مع وحش تشوباكابرا.


في إحدى مزارع تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، أكد شهود عيان من مالكي المزارع بمشاهدتهم الوحش الغامض، والذي وصفوه وصفا مختلفا عن سكان أمريكا الجنوبية وخاصة بلدة 'بويرطو ريكو' حيث ظهرت الهجمات لأول مرة، هنا أكد المزارعون الأمريكيون بمشاهدتهم لوحش يبدو على هيئة حيوان القيوط، طويل الأنف وفكه العلوي أكبر بكثير من فكه السفلي، كما له جلد رمادي اللون يكسوه وبر كثيف.


بعد توالي كل هذه الأحداث، أدرك السكان بمختلف شرائحهم أنهم أمام مخلوق غامض لا تجدي معه السبل، بل لزم الأمر تدارك الموقف ووضع حد لهجماته الذي يتهدد مواشيهم والآن أصبح يتهدد سلامتهم.


فيما يلي بعض المفارقات الغريبة التي دونها مكتب التحريات حول الوحش الغامض والذي يدعى وحش تشوباكابرا.


1- عند تكثيف دوريات المراقبة قصد رصد تحركات وحش تشوباكابرا تتوقف الهجمات تلقائيا وسرعان ما تعود للظهور مجددا بعد انسحاب فرق التحري. هذا يعطي طابعا وكأن الوحش المفترس يراقب عن كثب مجريات الأمور وخاصة المناطق التي شهدت هجماته.


 2- أثناء مراجعة تصريحات شهود العيان، تبين أن وحش تشوباكابرا يصدر صوتا حادا، وتفوح منه رائحة كريهة تزكم الأنف، كما يمتلك قدرة هائلة على القفز عاليا.


 3- أثناء مسح المناطق التي شهدت الهجمات، تبين تماما خلو المكان من آثار أقدام الوحش ، بالرغم بأن جثت الماشية متناثرة في أماكن متفرقة.


4- امتلاك وحش التشوباكابرا ذكاء متقدم عن باقي الحيوانات المفترسة، لكونه يستطيع تخطي جميع الحواجز والعوائق للوصول إلى هدفه، كتخطي السياج الشائك والأبواب وصولا إلى الماشية.


كل هذه المفارقات جعلت من تشوباكابرا وحشا فريدا بامتياز، وحتى كتابة هذه الأسطر، مازالت أسطورة هذا الكائن غامضة، وغير قابلة للتفسير، بل فقط ظهرت عدة فرضيات تسعى لكشف هويته.



 الفرضية 1: تشوباكابرا من الكلاب الضالة:

كونه شبيها بالكلاب، دعم فرضية كونه كلبا مصابا بداء السعار، هذه الفرضية تم نفيها لاحقا لعدم كفاية الأدلة التي تدين الكلاب في حدوث جل الهجمات، كما أن طريقة افتراس الكلاب مختلفة تماما لوحش التشوباكابرا، حيث تعمد الكلاب إلى أكل ونهش اللحم بعد قتل الفريسة ولا تعمد بتاثا إلى مص دمائها.



 الفرضية 2: تشوباكابرا ذئب مفترس:

هذه الفرضية تم نفيها كذلك، لأن الذئاب تعمد نفس أسلوب الكلاب في الافتراس، كما أنه في بعض الأحيان تقوم بجر فرائسها نحو أوكارها، وتترك غالبا آثار الأقدام بارزة تدل عليها.



 الفرضية 3: تشوباكابرا خفاش طائر:

المعلوم للجميع أن الخفافيش من الطيور المصاصة للدماء، لكن في هذه الحالة الأمر مستبعد جدا، لأن كثرة الجثت المتيبة الخالية من الدماء التي وجدت في المناطق التي شهدت الهجمات كثيرة جدا بالنسبة لخفاش، بتعبير آخر، الخفافيش لا تتخد الحيوانات ضخمة الحجم غداء لها، كما أن ان أنياب البارزة في أعناق الماشية لا تشبه بتاتا أنياب الخفاش، هذه المعطيات تأكد أن هذه الفرضية خاطئة.



 الفرضية 4: تشوباكابرا مخلوق فضائي مفترس:

حدوث الهجمات في هذه الحقبة، تزامن واعتقاد الناس خاصة في أمريكا الجنوبية بظهور الأطباق الطائرة، وهذا ما زكى هذه الفرضية وجعلها تفرض نفسها، كما أن تزامن وجود بعض عملاء وكالة ناسا للفضاء قصد دراسة الأطباق الطائرة رسخ ظهور الوحش المفترس تشوباكابرا بإحدى تجارب هذه الوكالة، والتي من المفترض أنها خرجت عن السيطرة ليتشكل هذا الجنس الغريب من المخلوقات المفترسة.


هذا المعتقد يؤمن به بعض الناس، كما أن فئة أخرى ترفضه جملة وتفصيلا.



 الفرضية 5: تشوباكابرا مخلوق خارج عن قائمة التصنيف:


طريقته في القتل وامتصاص الدماء وكذا الثقوب البارزة على مستوى أعناق الماشية فريدة من نوعها ولم تكن مصنفة في سجل الحيوانات المفترسة، كما أن هجماته تتم غالبا في عتمة الليل وهدوئه، وكأنها خطة محبوكة باتقان، كل هذه المميزات جعلت العلماء والمتخصصين يقرون بأن هذا الكائن جديد ولم يتم تصنيفه قبلا في مملكة الحيوانات.



وإلى حدود الساعة، مازالت أسطورة الوحش تشوباكابرا غامضة وتقبل عدة تأويلات، إلا أنه لا يمكن الجدل في ظهوره وقيامه بعدة هجمات أرعبت سكان القارة الأمريكية.


أرجو أن تنال القصة إعجابكم


الاستماع للقصة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق