قصتي مع لوح الويجا






قبل أن أروي لكم قصتي أود في البداية أن أشرح لكم لعبة لوح الويجا


لوح أو ألواح الويجا، ربما تكون أول مرة تسمع بهذا الإسم، عبارة عن لعبة داع صيتها في الغرب، وتتكون من لوح خشبي مصطح، منقوشة عليه الأحرف الإنجليزية من A إلى، Z والأرقام من 1 إلى 9، وعبارتي نعم ولا، وكلمتي مرحبا ووداعا، كما يتضمن اللوح مؤشر خشبي على شكل قلب، تتوسطه فتحة زجاجية صغيرة يمكن الرؤية عبرها.


كي تبدأ اللعبة تتطلب وجود طرفين أو أكثر، يقومون بوضع أصبعهم على المؤشر الخشبي، ويعمل هذا الأخير على نقل رسالة الأرواح عبر هجاء الكلمات التي يمر عبرها.


والآن أترككم مع القصة:


إسمي خالد، طالب جامعي متميز، عمري 19 سنة، أروي لكم قصتي من داخل أسوار السجن، لماذا؟ ستعرفون هذا لاحقا، هوايتي المفضلة مشاهدة الأفلام.


في أحد الأيام قررت مشاهدة جدول الأفلام في إحدى القنوات التلفزية المفضلة لدي، بدأت في البحث، بعد لحظات وقعت عيناي على عنوان أحد الأفلام، والذي كان مبرمجا على الساعة 01:00 بعد منتصف الليل.


الذي شد انتباهي صورة الفيلم وكذلك العنوان: Ouija  والذي بدا لي غريبا، أحسست بشيء غريب، كما أنه يريد أن يمنعني من مشاهدة الفيلم، تجاهلت هذا الشعور وتحمست كثيرا لمشاهدته.


عند اقتراب بث الفيلم، جهزت مقعدي وتمددت عليه منتظرا بداية البث.


عقارب الساعة الآن تشير إلى 01:00 بعد منتصف الليل، صوبت نظري زهاء التلفاز، لأشاهد الإعلانات والتي ما زالت تملأ الشاشة وقد مللت منها، بعد دقائق معدودة، ظهرت شاشة سوداء مكتوب عليها 'تحذير: أحداث هذا الفيلم حقيقية,  حدثت في إحدى الولايات، ربما يصيبك ما أصاب أبطال القصة'. سرت القشعريرة في جسمي، لكن استجمعت قواي لمتابعة الفيلم، وقلت في نفسي هذا مجرد فيلم.


في هذه الأثناء بدأ العرض بثلاثة شبان، يتخللون وسط قاعة خفيفة الإضاءة، بحيث يصعب رؤية الأشياء حولهم، يجلسون حول مائدة وسطها لوح خشبي مربع الشكل، يقومون بتحريك مؤشر به فتحة صغيرة مركون فوق اللوح، ويتكلمون في ما بينهم، في لحظة سأل أحدهم ويدعى albert  ما هذه اللعبة أنا لا أصدق هذه الخرافة، فأجابه شخص آخر ويدعى ramon إنها تحضر الأرواح، بدو يتمتمون في الكلام، كانوا يحاولون ربط الاتصال مع أم أحدهم المتوفاة.


سأل ramon أمي هل أنت هنا؟ تحرك مؤشر اللوح الخشبي لوحده ليستقر فوق كلمة نعم، أصابني خوف رهيب وبعدها لم أستطع مقاومة النوم فنمت.


أيقظني صوت أمي في الصباح ينادي خالد خالد أنهض إنه وقت الجامعة، فتحت عيناي، وتحسرت لأنني لم أستطع إتمام الفيلم ليلة أمس، بعدها أصبت بالذهول لأنني ممدد على سريري، كيف وصلت إلى هنا، البارحة كنت أشاهد التلفاز في الغرفة المجاورة ممددا على مقعدي، استغربت كثيرا ونهضت مسرعا من سريري لتناول وجبة الإفطار، غادرت المنزل على الساعة 08:00 صوب الجامعة، طوال الطريق وأنا أحاول استحضار مجريات الفيلم.


عندما عدت مساءا إلى البيت، وجدت هدية فوق سريري، اندهشت، من المرسل يا ترى؟ الشيء الغريب أن الهدية لا تحمل أي معلومات، قمت بفتحها وصرخت لا لا، لا يمكن، هذا مستحيل، من أرسلها، نعم إنها هي، إنها هي، الهدية كانت عبارة عن نفس اللعبة التي شاهدتها في الفيلم "لعبة لوح الويجا".


 بدأت مجموعة من الأسئلة تدور بمخيلتي،  في اليوم الموالي، اتصلت بأعز أصدقائي رشيد وعادل وطلبت منهم زيارتي، في المساء قدموا، جلسنا على المائدة وأحضرت لعبة الويجا، استغربوا في بداية الأمر، لكن بعد أن شرحت لهم طريقة اللعب تحمسوا لذلك، خاصة وأنهم شغوفون بمثل هذه الألعاب الغريبة والمواضيع المثيرة، أطفأت أنوار الغرفة وسألتهم مع من سنربط الاتصال، قال عادل أعرف صديقا قديما اختفى منذ شهور وحتى هذه الساعة لا أحد من عائلته يعرف عنه شيئا، وافقنا على الفكرة وسألت مجددا وما كان اسمه، أجاب عادل : إسمه سعد.


نادى ثلاثتنا في وقت واحد، يا سعد يا سعد إن كنت تسمعنا فأجبنا، انتظرنا قليلا، ولا شيء حدت، قال رشيد هذه اللعبة مجرد مزحة وليست حقيقة، وكيف يعقل أن يجيب أحدهم بواسطة هذه اللعبة الخشبية، وقام مسرعا من حول الطاولة يريد الذهاب، ناديته أنا وعادل، انتظر يا رشيد فالمؤشر بدأ في التحرك، عاد ليشاهد المؤشر الخشبي مركون فوق الحرف “R“ الحرف الأول من اسمه، انصدم قليلا، لكنه قال أنا لا أصدق هذا، بل أنتم من قام بتحريك القطعة، أجبنا بالنفي أنا وعادل، لا لا والله لم نحركها.


مرت الساعات بسرعة وشعرنا بالملل، تركنا اللعبة في الصالة، أصدقائي عادل ورشيد غادروا منزلي، فيما أنا قررت أن أنام، في منتصف الليل، استيقظت وكأن شيئا ما أيقظني، أنرت غرفتي لأتأكد من أن كل شيء على ما يرام، لكن الغريب في الأمر وجدت لعبة الويجا في غرفتي، دب الخوف في جسمي، لكني قلت في نفسي ربما أمي وجدتها في الصالة وأحضرتها إلى غرفتي، تناسيت أمر اللعبة ونمت مجددا.


في الليلة الموالية، لم أستطع النوم وبدأت أستعرض حلمي الذي شاهدته ليلة أمس، تذكرت أني شاهدت شخصا وكأني أعرفه، لم أستطع تحديد ملامح وجهه، بعد لحظة تذكرت اسمه وأنه نفس الشخص الذي ربطنا الاتصال معه في اللعبة، إنه سعد، تملكني الخوف مجددا وبدأ الأدرينالين يسري في جسمي، كما بدأت الأفكار تنتابني حول الدوامة التي دخلتها وكيف السبيل للخروج منها، وأخيرا استسلمت للنوم ونمت، في هذه الأثناء، رن هاتفي في حدود الساعة 02:00 بعد منتصف الليل، سحبت هاتفي وأيقنت أنه رقم صديقي عادل أجبته بسرعة كيف حالك يا عادل؟ كيف تسير الأمور معك؟ وكل ما أسمعه كلام غير مفهوم وأصوات غريبة، قطعت الاتصال ووضعت هاتفي على الطاولة، وعدت للنوم مجددا، لكن سرعان ما استيقظت ثانية، هذه المرة، شخص ما أمسك برجلي وتبت جسمي على السرير بحيث لا أستطيع الحراك أو الالتفاف، شعرت بخوف رهيب، حاولت الصراخ لكن لم أستطع لأن قوى هذا الشخص ضاغطة على صدري وجاثمة فوق أضلعي، بعد لحظات من هذا العذاب أحسست بأن هذه القوة تخف بعد انطلاق آذان صلاة الفجر والذي أراحني من الرعب الذي عشته. استجمعت قواي ونمت حتى منتصف النهار.


استيقظت على صوت أمي على الساعة 01:00 بعد منتصف النهار، فوجئت بشحوب وجهي وآثار التعب بادية عليه  كما أن مختلف أنحاء جسمي مليء بالجروح وكأنها آثار أظافر، وكأني خضت عراكا ضاريا،  سألتني أمي: هل أنت بخير؟ أجبت: نعم بخير، بتوالي هذه الأحداث أصبحت متخوفا لدرجة لا توصف، كما تردى مستوى تعليمي الجامعي، وصرت انطوائيا.


في إحدى الليالي أصبت بعطش شديد، وتوجهت صوب المطبخ لأحضر مشروبا باردا، دخلت المطبخ وصدمت لما وجدت، أبواب الثلاجة مفتوحة وشخص ما واقف أمامها، دب الرعب في كياني وتجمدت مكاني من شدة الخوف، بدأت أسأل: من هنا؟ من أنت؟ استدار الغريب لأصدم من جديد بوجهه المشوه وعيناه الحمراوان وقد بدتا بارزتين، بدأ في الاقتراب مني، ركضت مسرعا وتعثرت بأحد المقاعد لأسقط أرضا، استجمعت كل قواي لأنهض من جديد، نظرت إليه وسألته: من أنت وماذا تريد مني، أجابني: أنت من استدعاني منذ شهر، وأعرف أنك ستحررني من اللعنة التي حلت بي، ثم تابع قائلا: من يلعب هذه اللعبة يصبح فردا منا ولا يستطيع تحرير نفسه إلا بعد حل لغز اللعبة، سألت ثانية: وما لغز اللعبة؟ أجاب: عند اكتمال القمر سيكون وقت ظهور القائد جبار،  بعدها اختفى الشخص وتركني في حيرة من  أمري، توجهت مسرعا لأبحث عن هاتفي لأتصل بآخر رقم والذي كان رقم صديقي عادل، استغربت من جديد لأني وجدت الرقم غير مسجل بأي اسم، لقد كنت متأكدا بأنه يحمل اسم عادل، وضعت هاتفي جانبا، وانتظرت حلول الصباح لأقوم بزيارته في بيته.


عند طلوع الشمس، أول شيء قمت به هو الذهاب لزيارة بيت صديقي، طرقت الباب وانتظرت، فتحت لي أم عادل الباب وسألتها: مرحبا هل عادل موجود؟ أجابتني: بأن عادل سافر منذ شهر.


كنت متأكدا بأن الرقم الذي اتصل بي هو رقم عادل، أصبت بحسرة كبيرة، لأن صديقي دخل في دوامة الويجا بعدما لعب معنا اللعبة، عدت للبيت باكيا ومتحسرا على أعز أصدقائي ومرددا أنا سبب كل شيء أنا السبب.


دخلت غرفتي وأغلقتها وتمددت على سريري، بعد مرور بضع دقائق، استيقظت على صوت يهمس في أذني، خالد خالد، لماذا فعلت هذا بي، لماذا أخذتني معك، لماذا أدخلتني في دوامة الويجا، أنا دخلت وأنت القادم، فتحت عيوني مرتقبا أن ألاحظ مصدر الصوت الغريب، ركزت عليه وتيقنت أنه صوت صديقي عادل قادم من من إحدى الغرف المتواجدة في الدور الأول، بدأت المناداة عليه عدة مرات،عادل عادل، أتسمعني، فجأة انقبضت أطرافي، وأحسست بأن شيء غريبا دخل جسمي، انطلقت مسرعا نحو المطبخ وحملت سكينا، وتوجهت صوب الغرفة التي يأتي منها الصوت، فتحت باب الغرفة، وإذ بي أشاهد كائنا غريبا ذو ملامح مخيفة وعينين بارزتين، من شدة الخوف طعنته بالسكين مرتين، وكلما غرزت فيه السكين أسمع صوت أمي، في لحظة شاهدت أمي ملقاة على الأرض في بركة من الدماء، صرخت يا إلهي ما هذا؟ ماذا حدث؟ أنا قتلت أمي؟ لا يمكن، لقد كان الكائن الغريب، اتصلت بالإسعاف فورا وحضرت الشرطة، قاموا بفحص المكان وأخذ البصمات، وألقي القبض علي بتهمة قتل الأصول. هذه قصتي وما زلت قابعا في غياهب السجن إلى حين انتهاء مدة حكمي.

  
                      
أرجو أن تنال القصة إعجابكم


الاستماع للقصة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق